ولقد قال الله تعالى في كتابه : {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} ولعل سبب هذا الخوف.
الفساد الذي رآه الملائكة من الجن في الأرض، حيث كانوا يسكنون الأرض قبل ذلك فعاثوا فيها فساداً ولعل هناك أسباب أخرى.
نزول آدم وحواء من الجنة
لما أراد الله سبحانه وتعالى أن يخلق سيدنا آدم عليه السلام فصنعه بيده وقام بنفخ الروح فيه، وخلق حواء من ضلعه، ظل آدم في الجنة مدة طويلة حتى أتى إليه إبليس اللعين ليوسوس له ولحواء، حتى يقتربا من الشجرة التي أمرهم الله تعالى أن يبتعدوا عنها.ولقد جاءت هذه القصة في قرآننا العظيم حيث قال تعالى في سورة الأعراف:{وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ* فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ* وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ* فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ}.
وسوس إبليس لسيدنا آدم وحواء حتى يقتربوا من هذه الشجرة التي أمرهم الله تعالى أن لا يقربوها ويبتعدوا عنها، فلما خالفوا أمر الله وفعلوا ما نهاهم عنه انكشفت أجسادهم وسقط الرداء الذي كان يغطيهم.
وأمرهم الله تعالى بالنزول من الجنة، ولكن سيدنا عليه آدم السلام تضرع لله وناجاه حتى يغفر له، فغفر الله تعالى له وتاب عليه وأمره أن يهبط إلى الأرض هو والسيدة حواء.
وهناك بعض الأقاويل تقول أن أول نزول لسيدنا آدم على الأرض كان في الهند وحواء في السعودية والتقيا في الأرض بعد ذلك والله أعلم.
آدم في الأرض
لما نزل سيدنا آدم إلى الأرض بعدما تاب الله عليه قام سيدنا جبريل بتعليمه طريقة العيش على الأرض وكيفية الاستمرار في الحياة، وعندما رزقه الله تعالى بأبناء كان له اثنين قابيل وهابيل من السيده حواء.وهما أول ذرية لسيدنا آدم وكانت حواء تنجب دائماً في كل مرة أنثى وذكر فكان لقابيل أخت وكان لهابيل أخت نزلت معه في بطن واحدة، وقد كان يأمر الله سبحانه وتعالى في هذه الآونة أن يتزوج كل ذكر من بطن بأنثى من بطن أخرى.
فأرادا أن يزوجا قابيل وهابيل وفق هذه الأوامر، ولكن لم يقبل قابيل أن يتزوج من أخت هابيل وأراد أن يتزوج أخته التي كانت معه في بطن واحدة، والتي كانت لا تجوز له آنذاك.
ولكن الصحيح أن يتزوج أخت هابيل، فلم يقبل هابيل بذلك وقدم قرباناً كبشاً منه لله تعالى فقبله الله منه، وقدم قابيل ذرعاً وكان فاسداً فلم يقبله الله منه.
ولقد جاءت هذه القصة في القرآن الكريم في سورة المائده قال تعالى:{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}
فقتل قابيل هابيل ظلماً وفساداً، فكان أول سفك دم على وجه الأرض.
وفاة آدم وحواء
لم ترد قصه صحيحة تقص علينا قصة وفاة سيدنا آدم وحواء في أي نص قرآني أو السنة النبوية، ولكن قال أهل العلم أنه عندما أتى أجل سيدنا آدم عليه السلام جلس مع ابنه شيث وقام بأعطائه تابوتاً كان في هذا التابوت نمط من الجنة، وكان يحمل هذا التابوت بعض من الصور، هذه الصور كانت للأنبياء من ذرية آدم.وأوصاه بأن يتمسك بالعروة الوثقى وأن يشهد أن الله تعالى إله واحد وأن محمداً عبده ورسوله ولا ندري ما مدى صحة هذه القصة حيث قيل في بقية هذه القصة أن سيدنا آدم عليه السلام مات في يوم الجمعة وصلى عليه شيث ابنه والملائكة أيضاً صلت عليه ودفن بعد ذلك.
وكان سيدنا آدم قد أخبر بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقد رأى أسمه قد كتب في الجنة، فقام بتوصية ابنه شيث باتباعه والتمسك بالعروة الوثقى، أما عن أمنا حواء فلم تكن تعلم بأن سيدنا آدم قد مات إلى أن سمعت بكاء الكائنات التي كانت حولها.
فلما علمت بموته حزنت حزناً شديداً وجلست بالقرب من قبره أربعين يوماً دون طعام أو شراب إلى أن مرضت وماتت فقامت بناتها بتغسيلها ودفنها إلى جانب سيدنا آدم عليه السلام، وقيل أنها ماتت بعد وفاة سيدنا آدم بسنة والله أعلم.