رفع إدريس إلى السماء
تعددت أراء المفسرين في الكيفية التي تم رفع سيدنا إدريس عليه السلام بها فقال البعض أنه رفع رفعاً معنوياً وليس حقيقياً دلالة على منزلته العالية والمكانة العظيمة التي حصل عليها لكونه نبياً ورسولاً من الله سبحانه وتعالى، وقال آخرون أنه رفع رفعاً حسياً حقيقياً، ولكنهم اختلفوا في الدرجة التي ارتفع إليها، فقال البعض أنه تم رفعه إلى السماء السادسة، وقال الآخرون إلى الرابعة، وقال ابن حجر في كتابه فتح الباري أن سيدنا إدريس عليه السلام رفعه أحد الملائكة على جناحيه وقام بالصعود به إلى السماء، وعندما وصل إلى السماء الرابعة قابل ملك الموت فقبض روحه في هذه السماء، وذلك لأن ملك الموت قد أمر بقبض روح سيدنا إدريس في السماء الرابعة.ذكر ادريس في القرآن
لقد تم ذكر سيدنا إدريس عليه السلام في القرآن الكريم في موضوعين، الموضع الأول جاء في سورة الأنبياء قال تعالى (وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ* وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ)أما الموضع الثاني فقد جاء في سورة مريم حيث قال ربنا سبحانه وتعالى (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا* وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا)
فقد أعلى الله تعالى درجة سيدنا إدريس عليه السلام ورفعه في مكانة عالية، ولقد رآه النبي صلّ الله عليه وسلم في السماء الرابعة، عندما صعد إلى السماء في ليلة الإسراء والمعراج.